الخميس، 25 أكتوبر 2012





ادارة بدون ورق
اذكر أنه كان لدينا فى ليبيا ما يطلق عليه المجلس الوطنى للتخطيط والذى يضم فى عضويته ويجتمع فيه وعليه كل ( أمناء ) وزراء ورؤساء كافة مؤسسات وهيئات ومصالح الدولة العامة فى السابق   
وكانوا يختموا اجتماعاتهم  بمحضر من عشرون ورقة تزيد أو تنقص عن ذلك قليلا مع عدد من التوصيات ...
هذه المحاضر بعد أن تنمق و تنسق ترسل الى كافة الاعضاء فى كل البلاد على أن تعاد الى المجلس مرة أخرى فى شكل ردود و اجابات وافكار جديدة بعد يتم دراستها جيدا والوقوف على ما جاء فيها من نقاط أو توصيات.
عندما تصل هذه المذكرات أو المحاضر الى المؤسسة المعنية مثل التى أعمل أنا فيها فأنه يتم احالتها على الاخ ( الامين ) الوزير أو رئيس المؤسسة لكى ينظر ما الاجراء الممكن بشأنها فيلقى عليها نظرة قد تأخذ بعض الوقت ( اسبوع ) ثم يحيلها بتهميشة رقم ( 01 ) على الاخ مدير مكتب شؤون اللجنة الذى يحيلها بتهميشة رقم ( 02 ) بعد اسبوع آخر على الاخ مدير ادارة الدراسات والتخطيط  الذى يحيلها بدوره بتهميشة رقم ( 03)  على الاخ رئيس قسم الدراسات الذى هو أنا لأعداد المطلوب. ( هذه الدورة المستندية تأخذ شهر تقريبا ) . أما الدورة المستندية للمحضر من المجلس ليعود الى المجلس تتطلب ستة اشهر أو سبعة.    
المطلوب هذه المرة أو فى هذه المذكرة هو أن ننتقل بمؤسسات الدولة الى ( ادارة بدون ورق ) مثل باقى دول العالم.
درست الموضوع وتفحصته و تمحصته ثم رديت على ( المجلس ) نيابة الاخ الامين, ولكن باسم الاخ الامين ( أمين يرد على أمين أو على مجلس ).
فماذا كان ردى ؟ وماذا سيكون ردكم ايها السادة فى حال كنتم فى مكانى ؟
وماذا لو اتحفتكم بنبذة عن المؤسسة التى لا زلت أعمل فيها تاريخه. 

أولا / قبل اشهر قليلة من ادماج المؤسسة التى كنت أحد موظفيها مع المؤسسة  
       الحالية كان الاخ الامين يفخر ومعه حفنة قليلة من المدراء بأنهم
       من أوائل المبادرين بتفعيل نظرية ( ادارة بدون ورق ) حيث قاموا بشراء  
       ستون حاسوب وستون طابعة جديدة وثلاثون ( Scanner) ونصف
       شاحنة ورق ( هذا مثبت بفواتير شراء يمكن العودة اليها ومستلمة على انها
       اصول بعد الدمج ).
ثانيا / أن رئيسى المباشرالاخ المدير لا يجيد التعامل مع الكمبيوتر ولكن يجيد 
       القراءة والكتابة باليد ويعرف بالضبط أين يجب أن تكون الهمزة ويستطيع أن
       يكتب و يكتب ويكتب فى أى موضوع الى مالا نهاية ثم يحيل ما كتب على  
       السكرتيرة لتطبعه على ورق ابيض ثم تعيده اليه ليقرأه ويصححه بعد ذلك
       يعيد الورق مرة أخرى على السكرتيرة لتعالج الكلمات التى كانت تعتقد أنها
       صح ثم الطباعة على ورق جديد وتعيده مرة أخرى على الاخ المدير الذى     
       يكتشف أن الموضوع يحتاج لصياغة اقوى أو افضل فيشطب على نصف
       الذى كتبه فى المرة السابقة ويكتب غيره ثم يعيده على السكرتيرة ...وهكذا
       وننتهى الى ضياع رزمة من الورق الابيض المستورد و رزمة من الورق 
       الرسمى ويوم عمل شاق و ارهاق وتوتر. والخلاصة, مرحبا بكم اثناء الدوام
       الرسمى لزيارة الدور الارضى أو البدروم أو البيسمنت لمبنى المؤسسة لإلقاء
       على مكب الدوسيهات والملفات والتقارير وعمل اللجان المختلفة وبيوت خبرة

ثالثا / هكذا حال تسعون فى المائة من مسئولى ومدراء مؤسسات الدولة الحاليون 
       ( الطاعنون ) فى الخبرة .
رابعا / أن هؤلاء المسئولون و المدراء لا يرفضون الكمبيوتر من حيث المبدأ فكلهم 
         لديهم عهد شخصية فى حاسوب شخصى وواى ماكس لمتابعة العمل من
        البيت أو اثناء السفر فى مهمة رسمية. 
        و لكن التدريب على الحاسوب فى هذه العمر وهذا الوقت وهذه الظروف 
        يعد من المستحيل.
        المستحيل الثانى أن المسئولين والمدراء العاملون حاليا بمؤسسات الدولة    
        يعدون بعشرات الألاف ولا يمكن بأى حال من الاحوال أن تستغنى الدولة
        عن خدماتهم. اذ يكفيها أنهم يجيدون القراءة والكتابة.
       
خامسا / الفنيون والمهندسون وحملة الماجستير والدكتوراه من هم دون الاربعين  
          سنة من العمر فإنهم يجيدون كل شىء بل ويبدعون خاصة فى الفبركة
          والعبث بالكمبيوتر وتصفح الانترنت وتحميل الافلام والكلبات والاغانى
          ولكنهم لا يجيدون القراءة ولا الكتابة.
فكيف تنصب مديرا لا يجيد لغة الكمبيوتر على موظف لا يجيد الا لغة الكمبيوتر
أو تنصب مدير لا يجيد الا لغة الكمبيوتر على موظف لا يجيد الكمبيوتر.
متى تستطيع الدولة ممثلة بأمناء ومسئولي المؤسسات العامة فى هذا ( المجلس )   أن تستغنى على عشرات الألاف أو تتجاهلهم من أى طرف.
حين لاحظت أن المجلس يجتمع من أجل أن يجتمع وأنه حين يجتمع لا أعلم لمذا يجتمع وعلى ماذا يجتمع
رديت على المجلس بمذكرة عنوانها ( Garbage in Garbage out )
والى اللقاء
فى موضوع آخر يسمى ( التوقيع عن طريق البصمة )
قشة الواعر   
      
        
    

الجمعة، 19 أكتوبر 2012

القشة التى قصمت ظهر البعير

هل يعقل أن تقسم قشة ظهر بعير ( جمل ) ؟ نعم والكلمة كذلك تفعل.

واليكم القصة:

كان هناك حطابا يجمع الحطب من الغابة ويحزمه فى شبكة ثم يحمله على بعيره إلى السوق ليبيعه لمن يحتاجه.وفى احد السنوات مرت على القرية ازمة معيشة او ضائقة اقتصادية لم تكن فى حسابات احد من سكان القرية ....! أدت إلى قلب القرية رأسا على عقب بدأ من

ارتفاع اسعار المواد الأساسية فى السوق مثل الدقيق والنخالة والسكر والشاى و علف الحيوانات إلا الحطب فقد بقيت اسعاره كما هى..! و الحطاب الوحيد الذى لم يرفع من سعر بضاعته لأن الحطب من الغابة وهو متوفر و بكثرة ولا احد يزاحم عليه ... ولكن الحطاب فى حاجة لأن يعادل أو يقترب من ثمن بيع حطبه لشراء ما يحتاج مثل باقى سكان القرية 

الحطاب لا يذهب للغابة كل يوم ، الحطاب ليس لديه مكان يخزن فيه الحطب ، الحطاب لا يذهب فى الشتاء فى موسم نزول المطر لأنه لا يستطيع أن يجمع الحطب وقت نزول المطر لأنه لا احد سوف يشترى حطبا مبللا بالمطر والحطاب لا يذهب للغابة اثناء هبوب الرياح الشديدة او فى العواصف ، إذا الحطاب لا يعمل طول السنة مثل كثير من سكان القرية.

فى أحد الايام والحطاب فى طريق عودته من الغابة الى السوق وقد جمع ما يكفى من الحطب الذى يمكن لشبكته أن تضمه و بعيره أن يحمله  غم عليه التفكير فى فى غلاء المعيشة الذى جد فجأة و سعر الدقيق الذى كل يوم فى ازدياد والعلف والسكر والشاى ايضا ، إلا الحطب ..الا الحطب و كان كلما يمر بعود حطب يلتقطها ويحشوها فى الشبكة بين الحطب.

لم يلاحظ الحطاب كم من حطب اضاف الى شبكته و على بعيره أن يحمله حتى اقترب من بوابة السوق و فقط قبل ان يصل بخطوات وقع نظره على قشة فالتقطها ودسها فى الشبكة بين الحطب 

فمشى بعدها الجمل خطوة أو خطوتين وانقصم ظهره...!

فمن الذى قصم ظهر البعير ؟ اليس الحطاب وليس القشة ؟

قشة الواعر

والى لقاء